الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
قوله: (قال أبو العباس)، هو شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية رحمه الله يكنى بذلك، ولم يتزوج؛ لأنه كان مشغولا بالعلم والجهاد، وليس زاهدا في السنة، مات سنة 727هـ وله 67سنة و10أشهر. قوله: (لغيره ملك)، أي: لغير الله في قوله: قوله: قوله: قوله: واعلم أن شرك المشركين في السابق كان في عبادة الأصنام، أما الآن؛ فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة؛ كما نفاها القرآن وأخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: البخاري: كتاب الرقاق / باب صفة الجنة والنار، ومسلم: كتاب الإيمان / باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.]. فهو في طاعة المخلوق في المعصية؛ فإن هؤلاء يقدسون زعمائهم أكثر من تقديس الله إن أقروا به، فيقال لهم: إنهم بشر مثلكم، خرجوا من مخرج البول والحيض، وليس لهم شرك في السماوات ولا في الأرض، ولا يملكون الشفاعة لكم عند الله، إذا؛ فكيف تتعلقون بهم؟! حتى إن الواحد منهم يركع لرئيسه أويسجد له كما يسجد لرب العالمين. والواجب علينا نحوولاة الأمور طاعتهم، وطاعتهم من طاعة الله، وليست استقلالا، أما عبادتهم كعبادة الله؛ فهذه جاهلية وكفر. فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن؛ فالله ـ سبحانه وتعالى ـ نفى أن تنفعهم أصنامهم، بل قال: قوله: وقال أبو هريرة له ـ صلى الله عليه وسلم ـ: من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: (من قال: لا إله إلا الله؛ خالصًا من قلبه). عاطفة، ويجوز أن تكون استئنافية، فإذا كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أعظم الناس جاهًا عند الله لا يشفع إلا بعد أن يحمد الله ويثني عليه، فيحمد الله بمحامد عظيمة يفتحها الله عليه لم يكن يعلمها من قبل، ويطول سجوده؛ فكيف بهذه الأصنام؛ هل يمكن أن تشفع لأصحابها؟ قوله: قوله: قوله: (واشفع تشفع)، وحينئذ يشفع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الخلائق أن يقضى بينهم. قوله: (وقال أبو هريرة له ـ صلى الله عليه وسلم ـ: من أسعد الناس بشفاعتك؟) هذا السؤال من أبي هريرة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال هل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: قوله: والحقيقة أن صنيعهم هوالعجاب، قال تعالى: وقوله: (خالصًا من قلبه) خرج بذلك من قالها نفاقًا؛ فإنه لا حظ له في الشفاعة، فإن المنافق يقول: لا إله إلا الله، ويقول: أشهد أن محمدًا رسول الله، لكن الله ـ عز وجل ـ قابل شهادتهم هذه بشهادته على كذبهم، قال تعالى: قوله: (خالصًا)، أي: سالمًا من كل شوب؛ فلا يشوبها رياء ولا سمعة، بل هي شهادة يقيق. قوله: (من قلبه)، لأن المدار على القلب، وهو ليس معنى من المعاني، بل هو مضغة في صدور الناس، قال الله تعالى: فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله، وحقيقته أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع؛ ليكرمه، وينال المقام المحمود. وبهذا يبطل قول من قال: إن العقل في الدماغ، ولا ينكر أن للدماغ تأثيرًا في الفهم والعقل، لكن العقل في القلب، ولهذا قال الإمام أحمد: (1) ومن قال كلمة الإخلاص خالصًا من قلبه؛ فلا بد أن يطلب هذا المعبود بسلوك الطرق الموصلة إليه؛ فيقوم بأمر الله ويدع نهيه. قوله: (فتلك الشافعة لأهل الإخلاص)، لأن من أشرك بالله قال الله فيه: قوله: (وحقيقته أن الله ـ سبحانه ـ هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص؛ فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع). وحقيقته؛ أي: حقيقة أمر الشفاعة، أي الفائدة منها: أن الله ـ عز وجل ـ أراد أن يغفر للمشفوع له، ولكن بواسطة هذه الشفاعة. والحكمة من هذه الواسطة بينها بقوله: (ليكرمه وينال المقام المحمود)، ولو شاء الله لغفر لهم بلا شفاعة، ولكنه أراد بيان فضل هذا الشافع وإكرامه أمام الناس، ومن المعلوم أن من قبل الله شفاعته؛ فهوعنده بمنزلة عاليه؛ فيكون في هذا إكرام للشافع من وجهين: فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع. وقد بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنها لا تكون إلا لأهل الإخلاص والتوحيد). انتهى كلامه. الأول: إكرام الشافع بقبول شفاعته. الثاني: ظهور جاهه وشرفه عند الله تعالى. قوله: (المقام المحمود)، أي: المقام الذي يحمد عليه وأعظم الناس في ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الله وعده أن يبعثه مقامًا محمودًا، ومن المقام المحمود: أن الله يقبل شفاعته بعد أن يتراجع الأنبياء أولوالعزم عنها. ومن يشفع من المؤمنين يوم القيامة؛ فله مقام يحمد عليه على قدر شفاعته. قوله: (ما) اسم موصول؛ أي: التي كان فيها شرك. قوله: (وقد أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع)، ومن ذلك قوله: قوله: (وقد بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنها لا تكون إلا لأهل الإخلاص والتوحيد). أما أهل الشرك؛ فإن الشفاعة لا تكون لهم؛ لأن شفعاءهم هي الأصنام، وهي باطلة. الأولى: تفسير الآيات. الثانية: صفة الشفاعة المنفية. الثالثة: صفة الشفاعة المثبتة. الرابعة: ذكر الشفاعة الكبرى وهي المقام المحمود. الخامسة: صفة ما يفعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه لا يبدأ بالشفاعة، بل يسجد، فإذا أذن له؛ شفع. وجه إدخال باب الشفاعة في كتاب التوحيد: أن الشفاعة الشركية تنافي التوحيد، والبراءة منها هو حقيقة التوحيد. * * * * · الأولى: تفسير الآيات، وهي خمس، وسبق تفسيرها في حالها. * · الثانية: صفة الشفاعة المنفية، وهي ما كان فيها شرك، فكل شفاعة فيها شرك؛ فإنها منفية. * · الثالثة: صفة الشفاعة المثبتة، وهي شفاعة أهل التوحيد بشرط إذن الله تعالى ورضاه عن الشافع والمشفوع له. * · الرابعة: ذكر الشفاعة الكبرى، وهي المقام المحمود، وهي الشفاعة في أهل الموقف أن يقضي بينهم، وقول الشيخ: (وهي المقام المحمود)؛ أي: منه [تقدم (ص 336).]. * · الخامسة: صفة ما يفعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه لا يبدأ بالشفاعة بل يسجد، فإذا أذن له؛ * السادسة: من أسعد الناس بها؟ السابعة: أنها لا تكون لمن أشرك بالله. الثامنة: بيان حقيقتها. شفع، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله، وهو ظاهر، وهذا يدل على عظمة الرب وكمال أدب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. * · السادسة: من أسعد الناس بها؟ هم أهل التوحيد والإخلاص من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه. * · ولا إله إلا الله معناها: لا معبود حق إلا الله، وليس المعنى: لا معبود إلا الله؛ لأنه لو كان كذلك؛ لكان الواقع يكذب هذا، إذ إن هناك معبودات من دون الله تعبد وتسمى آلهة، ولكنها بالطلة، وحينئذ يتعين أن يكون المراد لا إله حق إلا الله. ولا إله إلا الله تتضمن نفيًا وإثباتًا، هذا هو التوحيد؛ لأن الإثبات المجرد تعطيل محض، فلو قلت: لا إله معناه عطلت كل إله، ولو قلت: الله إله ما وحدت؛ لأن مثل هذه الصيغة لا تمنع المشاركة، ولهذا قال الله تعالى: * · السابعة: أنها لا تكون لمن أشرك بالله، لقوله تعالى: * · الثامنة: بيان حقيقتها، وحقيقتها: أن الله تعالى يتفضل على أهل الإخلاص؛ فيغفر لهم بواسطة من أذن له أن يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود. * * *
|